وَقد ورد فِي حَدِيث الْمِعْرَاج الشريف أَن جِبْرِيل قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين أسرى بِهِ أنزل فصل هُنَا فَفعل فَقَالَ أَتَدْرِي أَيْن صليت صليت بِطيبَة وإليها الْهِجْرَة وَأما مَا كَانَ من حَدِيث الْهِجْرَة فَإِن رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم هَاجر إِلَى الْمَدِينَة فِي شهر ربيع الأول وَأمر أَصْحَابه بالمهاجر إِلَى الْمَدِينَة فَخرج جمَاعَة وتتابع الصَّحَابَة ثمَّ هَاجر عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَأقَام النَّبِي (ص) بِمَكَّة ينْتَظر مَا يُؤمر بِهِ وتخلف مَعَه أَبُو بكر وَعلي رَضِي الله عَنْهُمَا وأجمعت قُرَيْش عل مكيدة يفعلونها مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنَجَّاهُ الله من مَكْرهمْ وَانْزِلْ عَلَيْهِ فِي ذَلِك (وَإِذ يمكر بك الَّذين كفرُوا) الْآيَة وَأمره بِالْهِجْرَةِ فَأمر عليا أَن يتَخَلَّف عَنهُ وَيُؤَدِّي مَا عِنْده من الودائع لأربابها ثمَّ خرج هُوَ وَأَبُو بكر إِلَى غَار ثَوْر - وَهُوَ جبل أَسْفَل مَكَّة فأقاما فِيهِ ثمَّ خرجا بعد ثَلَاثَة أَيَّام وتوجها إِلَى الْمَدِينَة وقدماها لاثني عشر لَيْلَة خلت من ربيع الأول سنة إِحْدَى وَكَانَ يَوْم لاثْنَيْنِ الظّهْر فَنزل بقباء وَأقَام بهَا الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء وَأسسَ مَسْجِد قبَاء وَهُوَ الَّذِي نزل فِيهِ (لمَسْجِد أسس على التَّقْوَى من أول يَوْم أَحَق أَن تقوم فِيهِ رجال) ثمَّ خرج من قبَاء يَوْم الْجُمُعَة وأدركته الْجُمُعَة فِي بني عَمْرو بن عَوْف فَصلاهَا فِي الْمَسْجِد الَّذِي بِبَطن الْوَادي وَكَانَت أول جُمُعَة صلاهَا بِالْمَدِينَةِ فولد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الِاثْنَيْنِ وَهَاجَر يَوْم الِاثْنَيْنِ وَقبض يَوْم الِاثْنَيْنِ وَاخْتلف الْعلمَاء فِي مقَامه بِمَكَّة بعد أَن أوحى إِلَيْهِ فَقيل عشر سِنِين وَقيل ثَلَاث عشر سنة وَهُوَ الصَّحِيح وَلَعَلَّ الَّذِي قَالَ عشر سِنِين أَرَادَ بعد إِظْهَار الدعْوَة فَإِنَّهُ بَقِي ثَلَاث سِنِين يسرها وَالله أعلم