الانس الجليل (صفحة 209)

ذكرُوا لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودعوا قَومهمْ إِلَى الْإِسْلَام حَتَّى فَشَا فيهم (بيعَة الْعقبَة الأولى) فَلَمَّا كَانَ الْعَام الْمقبل وافى الْمَوْسِم من الْأَنْصَار اثْنَا عشر رجلا فَلَقوهُ بِالْعقبَةِ فَبَايعُوهُ أَن لَا يشركوا بِاللَّه وَلَا يسرقوا وَلَا يزنوا وَلَا يقتلُوا أَوْلَادهم وَبعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُصعب بن عُمَيْر وَأمره أَن يُقْرِئهُمْ الْقرن وَيُعلمهُم الْإِسْلَام فَنزل بِالْمَدِينَةِ (بيعَة الْعقبَة الثَّانِيَة) وَلما فَشَا الْإِسْلَام فِي الْأَنْصَار اتّفق جمَاعَة مِنْهُم على الْمسير إِلَى رَسُول الله (ص) مستخفين فَسَارُوا فِي ذِي الْحجَّة مَعَ كفار قَومهمْ واجتمعوا برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووعدوه أَوسط أَيَّام التَّشْرِيق بِالْعقبَةِ فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل خَرجُوا حَتَّى اجْتَمعُوا بِالْعقبَةِ وهم سَبْعُونَ رجلا مَعَهم امْرَأَتَانِ وجاءهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبَايعُوهُ فَتكلم رَسُول الله (ص) وتلا الْقُرْآن ثمَّ قَالَ أُبَايِعكُم على أَن تَمْنَعُونِي مِمَّا تمْنَعُونَ مِنْهُ نساءكم وَأَوْلَادكُمْ وَدَار الْكَلَام بَينهم واستوثق كل فريق من الآخر ثمَّ سَأَلُوا رَسُول الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا إِن قتلنَا دُونك مَا لنا؟ قَالَ لكم الْجنَّة قَالُوا فابسط يدك فَبسط يَده فَبَايعُوهُ ثمَّ رجعُوا إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ قدومهم فِي ذِي الْحجَّة فَأَقَامَ رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم بَقِيَّة ذِي الْحجَّة وَالْمحرم وصفر وَالله أعلم (ذكر الْهِجْرَة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة على صَاحبهَا أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام) وَهِي ابْتِدَاء التَّارِيخ الإسلامي أما لَفظه التَّارِيخ فَإِنَّهَا محدثة فِي لُغَة الْعَرَب لِأَنَّهُ لفظ مُعرب من ماه روز لِأَن عمر رَضِي الله عَنهُ قصد التَّوَصُّل إِلَى الضَّبْط من رسوم الْفرس فَاسْتَحْضر الهر مزان وَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ إِن لنا بِهِ حسابا نُسَمِّيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015