وَولدت لَهُ خَدِيجَة أَوْلَاده كلهم إِلَّا إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ من مَارِيَة الْقبْطِيَّة وَيَأْتِي ذكر مولده ووفاته وَبَقِيَّة أَوْلَاده من خَدِيجَة وهم زَيْنَب ورقية وَأم كُلْثُوم وَفَاطِمَة الزهراء وَالقَاسِم وَبِه كَانَ يكنى توفى بِمَكَّة وَله من الْعُمر سنة والطاهر وَهُوَ عبد الله وَتوفى بِمَكَّة بعد النُّبُوَّة قبل الْهِجْرَة وَالطّيب توفى بِمَكَّة وَأما بَنَاته فكلهن أدركن الْإِسْلَام فأسلمن وهاجرن مَعَه فرقية مَاتَت فِي سنة اثْنَتَيْنِ من الْهِجْرَة وَزَيْنَب فِي سنة ثَمَان من الْهِجْرَة وَأم كُلْثُوم مَاتَت بعد مرجع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من حجَّة الْوَدَاع وَفَاطِمَة مَاتَت بعد رَسُول الله (ص) بِسِتَّة أشهر وَقيل أقل من ذَلِك وَرُوِيَ أَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أسقطت سقطا اسْمه عبد الله وَفِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ من مولده (ص) هدمت قُرَيْش الْكَعْبَة وَكَانَ سَبَب هدمها إِنَّهَا كَانَت قَصِيرَة الْبناء فأرادوا رَفعهَا وسقفها فهدموها ثمَّ بنوها حَتَّى بلغ الْبُنيان مَوضِع الْحجر الْأسود فاختصموا فِيهِ لِأَن كل قبيل أَرَادَت رَفعه إِلَى مَوْضِعه ثمَّ اتَّفقُوا على أَن يحكموا أول دَاخل من بَاب الْحرم وَكَانَ أول من دخل رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا هَذَا الْأمين رَضِينَا بِهِ وَأَخْبرُوهُ الْخَبَر فَقَالَ هلموا إِلَيّ ثوبا فَأتي بِهِ فَأخذ الْحجر فَوَضعه فِيهِ بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ لتأْخذ كل قَبيلَة نَاحيَة من الثَّوْب ثمَّ ارفعوه جَمِيعًا فَفَعَلُوا فَلَمَّا بلغُوا بِهِ مَوْضِعه وَضعه بِيَدِهِ الشَّرِيفَة صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ أَتموا بِنَاء الْكَعْبَة وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم (ذكر مبعثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وابتدأ الْوَحْي إِلَيْهِ) بعث رَسُول الله (ص) وَنزل عَلَيْهِ الْوَحْي وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ يَوْم الِاثْنَيْنِ لثماني عشرَة لَيْلَة خلت من رَمَضَان وَأول مَا بَدَأَ بِهِ من الْوَحْي الرُّؤْيَا الصَّالِحَة فَكَانَ لَا يرى رُؤْيا إِلَّا جَاءَت مثل فلق الصُّبْح ثمَّ حبب إِلَيْهِ الْخَلَاء وَكَانَ يَخْلُو