وَقد خرجت من متعبدي لأخبركم أَن هَذَا الْمَكَان قد لعن أَصْحَابه وَأَن الْقُدس قد نزع وتحول إِلَى هَذَا الْمَكَان - وَأَشَارَ إِلَى الْموضع الَّذِي بنوا فِيهِ كَنِيسَة الْقِيَامَة - وَأَنا أريكم الْموضع ولستم تروني بعد هَذَا الْيَوْم أبدأ اقْبَلُوا مني مَا أَقُول لكم وأغواهم وَزَادَهُمْ طغياناً وامرهم أَن يقلعوا الصَّخْرَة ويبنوا بحجارتها الْموضع الَّذِي أَمرهم بِهِ فَبَيْنَمَا هُوَ يكلمهم وَيَقُول لَهُم ذَلِك إِذْ خفى فَلم يروه وازدادوا كفرا وَقَالُوا فِيهِ قولا عَظِيما فخربوا بَيت الْمُقَدّس وحملوا الْعمد وَغَيرهَا وبنوا بهَا كنيستهم والكنيسة الَّتِي فِي وَادي جَهَنَّم وَقَالَ لَهُم إِذا فَرَغْتُمْ من هَذِه فأفرغوه واتخذوه مزبلة لعذراتكم فَفَعَلُوا ذَلِك حَتَّى كَانَت الْمَرْأَة تطرح خرق حَيْضهَا عَلَيْهِ من الْقُسْطَنْطِينِيَّة واكبوا على ذَلِك حَتَّى بعث الله مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأسر بِهِ إِلَيْهَا وَذكر فَضلهَا حكى ذَلِك صَاحب مثير الغرام قَالَ وَقد تقدم أَن بخت نصر هُوَ الَّذِي خرب عمَارَة سُلَيْمَان وَهَذَا الَّذِي رَوَاهُ المشرف عَن كَعْب الْأَحْبَار يَقْتَضِي لِأَن الَّذِي خرب عمَارَة سُلَيْمَان وتغلب عَلَيْهَا إِنَّمَا هم الرّوم وَهَذَا غير مُسْتَقِيم اللَّهُمَّ إِلَّا أَن نجْعَل ملك الْفرس الْمُتَقَدّم الْبَانِي لَهَا بعد تخريب بخت نصر بني الْمَكَان على نعت بِنَاء سُلَيْمَان وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم (قصَّة الْفِيل) وَهِي إِن الْحَبَشَة ملكوا الْيمن بعد حمير فَلَمَّا صَار الْملك إِلَى أبره مِنْهُم بني كَنِيسَة عَظِيم وَقصد أَن يصرف حج الْعَرَب إِلَيْهَا وَيبْطل الْكَعْبَة الْحَرَام فجَاء شخص من الْعَرَب فِي أحدث فيتلك الْكَنِيسَة فَغَضب أَبْرَهَة لذَلِك وَسَار بجيشه وَمَعَهُ الْفِيل - وَقيل كَانَ مَعَه ثَلَاث عشر فيلاً - ليهْدم الْكَعْبَة المشرفة