(نزُول الْمَائِدَة) وَأنزل الله عَلَيْهِ الْمَائِدَة وَأوحى إِلَيْهِ الْإِنْجِيل وَكَانَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام يلبس الصُّوف وَالشعر وَيَأْكُل من نَبَات الأَرْض وَرُبمَا تقوت من غزل أمه وَكَانَ الحوارين الَّذين اتَّبعُوهُ اثْنَي عشر رجلا وهم شَمْعُون الصَّفَا وبطرس وَأَخُوهُ أندراوس وَيَعْقُوب بن ريدى وفيلبس وبرطولومادس واندريوس ومرقص ويوحنا ولوقا وتوما وَمَتى وَهَؤُلَاء الَّذين سَأَلُوهُ نزُول الْمَائِدَة فَلَمَّا سَأَلُوهُ ذَلِك قَامَ عيس فألق الصُّوف عَنهُ وَلبس الشّعْر وَوضع يَمِينه عل شِمَاله ووضعها عل صَدره وصف بَين قَدَمَيْهِ وألصق الكعب بالكعب وبالإبهام بالإبهام وخفض رَأسه خَاشِعًا ثمَّ أرسل بالبكاء حَتَّى سَالَتْ الدُّمُوع على لحيته وَجعلت تقطر عل صَدره وَقَالَ (اللَّهُمَّ رَبنَا أنزل علينا مائدة من السَّمَاء تكون لنا عيداً لأولنا وأخرنا - أَي تكون عَطِيَّة مِنْك لنا وعلام بَيْننَا وَبَيْنك ارزقنا عَلَيْهَا طَعَاما نأكله - وَأَنت خير الرازقين) فَنزلت سفرة حَمْرَاء بَين غمامتين غمامة فَوْقهَا وغمامة تحتهَا وهم ينظرُونَ إِلَيْهَا منقضة فِي الْهَوَاء وعيس عَلَيْهِ السَّلَام يبكي وَيَقُول اللَّهُمَّ إجعلنا لَك من الشَّاكِرِينَ اللَّهُمَّ إجعلها رحم وَلَا تجعلها عذَابا إلهي كم أَسأَلك من الْعَجَائِب فتعطيني اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك أَن يكون إنزالها غَضبا ورحزاً اللَّهُمَّ إجعلها عَاقِبَة وسلامة وَلَا تجعلها فتْنَة وَلَا مثلَة حَتَّى اسْتَقَرَّتْ بَين عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام سَاجِدا لله تَعَالَى وخر الحواريون مَعَه فَبلغ الْيَهُود ذَلِك فَأَقْبَلُوا عنوا وَكفرا ينظرُونَ فَرَأَوْا أمرا عجبا فَإِذا منديل مغطى عل السفرة وَجَاء عِيسَى وَجلسَ وَهُوَ يَقُول من أجرؤنا وأوثقنا بِنَفسِهِ وأخشانا عِنْد ربه فليكشف عَن هَذِه لآيَة حَتَّى نَنْظُر وَنَأْكُل ونسمي باسم رَبنَا