فَيُسْتَحَب أَن يَدْعُو الزائر وَغَيره بِهَذَا الدُّعَاء إِذا دخل من بَاب الصَّخْرَة وَكَذَلِكَ من بَاب الْمَسْجِد وَمن الْعَجَائِب الَّتِي بِبَيْت الْمُقَدّس السلسلة الَّتِي جعلهَا سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا السَّلَام معلقه من السَّمَاء إِلَى الأَرْض شَرْقي الصَّخْرَة مَكَان قبَّة السلسلة الْمَوْجُودَة الْآن وفيهَا يَقُول الشَّاعِر
(لقد مض الْوَحْي وَمَات الْعلَا ... وارتفع الْجُود مَعَ السلسلة) وَكَانَت هَذِه السلسلة لَا يَأْتِيهَا رجلَانِ إِلَّا نالها المحق مِنْهُمَا وَمن كَانَ مُبْطلًا ارْتَفَعت عَنهُ فَلم ينلها وَمُلَخَّص حكايتها مَعَ اخْتِلَاف فِيهِ أَن رجلا يَهُودِيّا كَانَ قد استودعه رجل مائَة دِينَار فَلَمَّا طلب الرجل وديعته جحد ذَلِك الْيَهُودِيّ فَتَرَافَعَا إِلَى ذَلِك الْمقَام عِنْد السلسلة فَأخذ الْيَهُودِيّ بمكره ودهائه فسبك تِلْكَ الدَّنَانِير وحفر جَوف عَصَاهُ وَجعلهَا فِيهَا فَلَمَّا أَتَى ذَلِك الْمقَام دفع الْعَصَا إِلَى صَاحب الدَّنَانِير وَقبض عل السلسلة ثمَّ حلف بِاللَّه لقد أعطَاهُ دنانيره ثمَّ دفع إِلَيْهِ صَاحب الدَّنَانِير الْعَصَا وَأَقْبل حَتَّى أَخذ السلسلة فَحلف إِنَّه لم يَأْخُذهَا مِنْهُ وَمَسّ كِلَاهُمَا السلسلة فَعجب النَّاس من ذَلِك فارتفعت السلسلة من ذَلِك الْيَوْم لخبث الطويات وَحكي غير ذَلِك وَجعل سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام تَحت الأَرْض بركَة وَجعل فِيهَا مَاء وَجعل عل وَجه ذَلِك المَاء بساطاً ومجلس رجل جليل أَو قَاض جليل فَمن كَانَ على الْبَاطِل إِذا وَقع فِي ذَلِك المَاء غرق وَمن كَانَ عل الْحق لم يغرق وَمن الْعَجَائِب الَّتِي كَانَت أَيْضا فيبيت الْمُقَدّس فِي الزَّمَان الأول مَا حَكَاهُ صَاحب مثير الغرام أَن الضَّحَّاك بن قيس صنع بِهِ الْعَجَائِب الأولى إِنَّه صنع بِهِ فِي ذَلِك الزَّمَان نَارا عَظِيمَة اللهب فَمن عصى الله فِي تِلْكَ اللَّيْلَة أحرقته تِلْكَ النَّار حِين ينظر إِلَيْهَا وَالثَّانيَِة من رمى بَيت الْمُقَدّس بنشابة رجعت النشابة إِلَيْهِ