الانس الجليل (صفحة 137)

عَنْكُم فأحدثوا الله شكرا بِقدر مَا ابتلاكم فَقَالُوا لَهُ مرنا بِمَا شِئْت قَالَ إِنِّي لَا أعلم أمرا أبلغ فِي شكركم من بِنَاء مَسْجِد على هَذَا الصَّعِيد الَّذِي رجمكم الله عَلَيْهِ فنبنيه مَسْجِدا تعبدوا الله فِيهِ وتقدسوه أَنْتُم وَمن بعدكم قَالُوا نَفْعل سَأَلَ دَاوُد ربه فَأذن لَهُ وَأَقْبلُوا على بنائِهِ وَرُوِيَ أَن الله تَعَالَى لما أَمر دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام أَن يَبْنِي مَسْجِد بَيت الْمُقَدّس قَالَ يَا رب وَأَيْنَ أبنيه؟ قَالَ حَيْثُ ترى الْملك شاهراً سَيْفه قَالَ فَرَآهُ دَاوُد فِي ذَلِك الْمَكَان فَأَسَّسَ قَوَاعِده وَرفع حَائِطه فَلَمَّا ارْتَفع انْهَدم فَقَالَ دَاوُد يَا رب أَمرتنِي أَن أبني لَك بَيْتا فَلَمَّا ارْتَفع هدمته فَقَالَ يَا دَاوُد إِنَّمَا جعلتك خليفتي فِي خلقي فَلم أخذت الْمَكَان من صَاحبه بِغَيْر ثمن؟ إِنَّه سيبنيه رجل من ولدك وَحكي فِي معنى هَذَا الْأَثر أَن الْمَكَان كَانَ لجماع من بني إِسْرَائِيل وَلكُل وَاحِد نمهم فِيهِ حق فَطَلَبه دَاوُد مِنْهُم فأنعم بِهِ الْبَعْض بِاللَّفْظِ وَالْبَعْض بِالسُّكُوتِ ففهم دَاوُد من الساكتين الرِّضَا وَكَانَ بَعضهم غير رَاض فِي الْبَاطِن فَحمل دَاوُد الْأَمر عل ظَاهره فبناه فجَاء بعض أَصْحَاب الْحق إِلَى بني إِسْرَائِيل وَقَالَ لَهُم إِنَّكُم تُرِيدُونَ أَن تبنوا عل حَقي وَأَنا مِسْكين وَإنَّهُ مَوضِع بيدرى أجمع فِيهِ طَعَامي فأرتفق بِحمْلِهِ إِلَى منزلي لقُرْبه فَإِن بنيتم عَلَيْهِ أضررتم بِي فانظروا فِي أَمْرِي فَقَالُوا لَهُ كل من بني إِسْرَائِيل لَهُ مثل حَقك وَأَنت ابخلهم فَإِن اعطيته طَوْعًا وَإِلَّا أخذناه على كره مِنْك فَقَالَ أتجدون هَذَا فِي حكم دَاوُد؟ ثمَّ انْطلق وشكاهم إِلَيْهِ فَدَعَاهُمْ وَقَالَ لَهُم تُرِيدُونَ أَن تبنوا بَيت الله بالظلم مَا أَرَاكُم يَا يني إِسْرَائِيل تستكينون لله عز وَجل وَلَا أرى إِلَّا أَن الْبلَاء يضغطكم ثمَّ قَالَ دَاوُد أتطيب نَفسك عل حَقك فتبيعه بحكمك؟ فَقَالَ مَا تُعْطِينِي؟ قَالَ أملأه لَك إِن شِئْت غنما وَإِن شِئْت بقرًا وَإِن شِئْت إبِلا فَقَالَ يَا نَبِي الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015