الانس الجليل (صفحة 120)

فَعَاد بهَا إِلَى السُّوق فَجَاءَهُ الْملك وَقَالَ بكم تبيعها؟ فَقَالَ بِخَمْسَة دَنَانِير عل أَن اسْتَأْذن أُمِّي فَقَالَ لَهُ الْملك خُذ لَك عشرَة دَنَانِير وَلَا تستأذن أمك فَلم يفعل وَعَاد إِلَى أمه وأخبرها فَقَالَت لَهُ يَا بني فِي غَد بعها بِعشْرَة دَنَانِير عل أُذُنِي وَأعلم يَا بني إِنَّهَا تَسَاوِي عشرَة دَنَانِير غير أَن الَّذِي يتَعَرَّض لَك فِي شِرَائهَا ملك يستخبرك كَيفَ برك لامك وطاعتك إِيَّاهَا فَإِذا جَاءَك فَقل لَهُ أَيهَا الْملك المقرب فبكم أبيعها وَافْعل مَا يَقُول لَك فَلَمَّا كَانَ من الْغَد جَاءَهُ الْملك وَقَالَ لَهُ قد جئْتُك اطلب بقرتك ثَلَاث مَرَّات فَلم تَبِعنِي إِيَّاهَا فَقَالَ لَهُ إِن أُمِّي أَخْبَرتنِي إِنَّك لست بآدمي وَإِنَّمَا أَنْت ملك من الْمَلَائِكَة فَأَخْبرنِي مَا أصنع ببقرتي؟ فَقَالَ لَهُ الْملك ردهَا إِلَى مَنْزِلك فَإِنَّهُ سيقتل فِي بني إِسْرَائِيل قَتِيل وَلَا يعْرفُونَ قَاتله فيشترون بقرتك ليحي الْقَتِيل بهَا فتبيعها بِمَا تُرِيدُ فَانْصَرف الفت إِلَى أمه وأخبرها بذلك وألقوه على بَاب من أَبْوَاب أهل الْقرْيَة واستعدوا إِلَى مُوسَى وَادعوا عل الَّذِي وجدوا الْقَتِيل عل بَابه فَحلف الَّذِي وجد على بَابه بَين يَدي مُوسَى " ع " أَرْبَعِينَ يَمِينا أَنه مَا قَتله وَشهد من بني إِسْرَائِيل أَرْبَعُونَ شَاهدا بصلاح الْمُتَّهم فتحير مُوسَى من ذَلِك فأوح الله إِلَيْهِ أَن قل لأولياء الْمَقْتُول يشتروا بقرة ويذبحوها ويضربوا بِبَعْضِهَا بدن الْمَقْتُول حَتَّى يحييه الله تَعَالَى لَهُم ويخبرهم بِالَّذِي قَتله فَقَالَ لَهُم مُوسَى ذَلِك (فَقَالُوا أتتخذنا هزوا) فَقَالَ لَهُم (أعوذ بِاللَّه أَن أكون من الْجَاهِلين) قَالُوا يَا مُوسَى ادْع لنا رَبك يبين لنا مَا صفة الْبَقَرَة فأوح الله إِلَيْهِ (إِنَّهَا بقرة لَا فارض وَلَا بكر عوان بَين ذَلِك) يَعْنِي لَا كَبِيرَة وَلَا صَغِيرَة فَقَالَ لَهُم مُوسَى ذَلِك (فَقَالُوا ادْع لنا رَبك أَن يبين لنا مَا لَوْنهَا قَالَ إِنَّه يَقُول إِنَّهَا بقر صفراء فَاقِع لَوْنهَا تسر الناظرين) فَلَمَّا قَالَ لَهُم ذَلِك (قَالُوا ادْع لنا رَبك يبين لنا مَا هِيَ إِن الْبَقر تشابه علينا وَإِنَّا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015