سميت موقعة الزلاقة بهذا الاسم لكثرة الدماء فيها حتى كان الرجال والخيول ينزلقون، فقد كانت الأرض صخرية، وجمع المسلمون غنائم عديدة، لكن يوسف بن تاشفين يترك كل الغنائم لأهل الأندلس ويعود في زهد عجيب وورع كبير إلى بلاد المغرب، لسان حاله: لا نرجو منكم جزاء ولا شكوراً، وجمع الناس وحضهم على الاجتماع وعلى نبذ الفرقة، وعلى التمسك بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونصحهم باتباع سنة الجهاد في سبيل الله، وكان عمر يوسف بن تاشفين البطل الإسلامي المغوار الذي يكتب بحروف من ذهب وأغلى من الذهب (79) سنة وهو يجاهد في موقعة الزلاقة، مثل موسى بن نصير، فقد كان يوسف بن تاشفين الشيخ الكبير يحارب على فرسه في موقعة الزلاقة في أماكن بعيدة جداً عن دولة المرابطين، وكان من الممكن أن يرسل جيشاً يحارب النصارى في الأندلس، ولكن ذهب بنفسه لعله يموت في سبيل الله هناك، لكنه لم يستشهد هناك، فلا نامت أعين الجبناء.