استشهد أبو بكر بن عمر اللمتوني رحمه الله في فتوحاته هناك في سنة (481) من الهجرة، وما رأى عزاً أو ملكاً، فقد كان يغزو في كل عام مرتين، ويفتح البلاد ويعلم الناس الإسلام، ومن حسن الخواتيم أنه استشهد في سبيل الله بعد حياة طويلة متجردة لله سبحانه وتعالى، وتصبح دولة المرابطين في سنة (478) قبل استشهاد الشيخ أبي بكر بن عمر اللمتوني دولة واحدة من تونس الشمال إلى الجابون في وسط أفريقيا، أي: أكثر من عشرين دولة أفريقية الآن في دولة واحدة تمثل أكثر من ثلث أفريقيا، لذلك لما قرأ ألفونسو السادس رسالة المعتمد بن عباد التي قال فيها: لأروحن لك بمروحة من المرابطين، علم أنه سيأتي إليه ثلث أفريقيا، أقوام عاشوا على الجهاد سنوات طويلة، فدولة المرابطين بدأت في سنة (440هـ) برجل واحد فقط وهو الشيخ عبد الله بن ياسين، فدعا الناس إلى الإسلام، ورباهم تربية متأنية صبورة، حتى وصل الناس إلى هذا العدد الهائل، ويصبح يوسف بن تاشفين رحمه الله زعيماً على هذه الدولة العظيمة، ويسمي نفسه أمير المسلمين وناصر الدين، فلما سئل عن عدم تسمية نفسه أمير المؤمنين، فقال: هذا شرف لا أدعيه، هذا شرف يخص العباسيين، وأنا رجلهم في هذا المكان، مع أن العباسيين لا يملكون إلا بغداد فقط، فهو يريد أن يوحد كل المسلمين تحت راية واحدة، ولا يريد شق عصا الخلافة، أو أن ينتقض على خليفة المسلمين، وكان يتمنى أن لو استطاع ضم قوته إلى قوة الخليفة العباسي هناك، ويصبح رجلاً من رجاله في تلك البلاد.