انقلب الفتى واضح على المهدي، وبدأ يتولى الأمور؛ لكن الفتى واضح كان أذكى من عبد الرحمن بن المنصور الذي طلب ولاية العهد من هشام بن الحكم قبل ذلك.
فقد رفض أن يكون خليفة البلاد؛ لأنه سيحدث انقلاب من كل القبائل الموجودة، ولأن الناس غير متعودين أن يكون الخليفة عامرياً، فبحث عن رجل من بني أمية يكون هو الخليفة في الظاهر، فوجد الرجل الذي يناسبه ألا وهو هشام بن الحكم المخلوع من قبل، الذي ظل ألعوبة لمدة (33) سنة في يد محمد بن أبي عامر وعبد الملك بن المنصور ثم في يد عبد الرحمن بن المنصور، فعرض على هشام بن الحكم الخلافة من جديد بشرط أن يكون الفتى واضح هو الذي يدير الأمور في البلاد، فوافق هشام بن الحكم فوراً، وعاد من جديد هشام بن الحكم الذي كان ملقباً بـ المؤيد بالله للحكم ومن ورائه الفتى واضح.
وسليمان بن الحكم كان موجوداً في البلاد وكان يدبر المكائد ويريد أن يعود للحكم من جديد، فاستعان بملك قشتالة من جديد، لكن ملك قشتالة أرسل إلى هشام بن الحكم أن سليمان بن الحكم يريد مساعدتي في قتالك وحربك، فماذا تعطيني حتى لا أساعده؟ فعرض عليه أموراً فاختار كل الحصون الشمالية للمسلمين في بلاد الأندلس، فتوسعت قشتالة جداً حتى أصبحت حدود قشتالة أكبر من حدود مملكة ليون، مع أن مملكة قشتالة كانت جزءاً صغيراً منفصلاً عن مملكة ليون، وتوحدت البلاد النصرانية في الشمال، فهذه كارثة كبيرة جداً تحل على الأمة الإسلامية، وكل هذه الأحداث والصراعات والاستعانة بالنصارى ودخولهم في بلاد المسلمين والقتل والسلب والنهب في ثلاث سنوات فقط.