محاكم التفتيش ضد المسلمين في الأندلس

قام بعد ذلك ما يسمى في التاريخ بمحاكم التفتيش للبحث عن أي مسلم متخف بالنصرانية، فكانوا إذا وجدوا رجلاً يدّعي النصرانية ويُخفي إسلاماً، كأن يجدوا في بيته مصحفاً أو يجدوه يغتسل من جنابة، أو لا يشرب خمراً أقاموا عليه حدوداً كثيرة، كانوا يعذبونهم في السجون تعذيباً شديداً، ويملئون بطونهم بالماء حتى الاختناق، ويضعون في أجسادهم السياخ المحمية، ويسحقون عظامهم بآلات ضاغطة، ويمزّقون الأرجل ويفتحون الفك! ويضعونهم في توابيت مغلقة بها مسامير حديدية ضخمة تنغرس في جسم المعذب تدريجياً، أو في أحواض يوضع فيها الرجل، ثم يسقط عليه الماء قطرة قطرة حتى يملأ الحوض ويموت، وكانوا يدفنونهم أحياء، ويجلدونهم بسياط من الحديد الشائك، ويقطعون ألسنتهم بآلات خاصة! وقد شاهد كل هذه الآلات جنود نابليون لما فتحوا إسبانيا بعد ذلك، حتى صور ذلك جنود فرنسا في كتاباتهم وقالوا: إن الجنود الفرنسيين كانوا يصابون بالغثيان والقيء والإغماء، من تخيل أن هذه الآلات كان يُعذّب بها بشر! نعم يا إخوة كان يُعذب بها مسلمون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015