والشراب في الدنيا لضرورة بقاء الأبدان على الاطلاق، لأن ذلك إنما تصح دعواه فيما يقيم الرمق (?) ويحفظ البنية، فما قولك فيما زاد على ذلك كأنواع المآكل والمشارب من اللحوم والحلاوات وأنواع الأشربة، ولهذا من ترهب (?) من النصارى والمسلمين يقتصر على البلغة (?)، ويدع ما سواها مما يتناول للتنعم (?).
وإذا كانت الدنيا مع أنها دار فناء ونفاد، فيها هذا النعيم، فالدار الآخرة الباقية الدائمة المأمونة الزوال أولى بذلك. ثم هب أن المأكول والمشروب لضرورة بقاء البدن، فما تقول في النكاح مع أن البدن يبقى بدونه؟ فهو من باب النعيم لا محالة.
وأما الثالثة: فهي مبنية على رأي" أبي علي" (?) في أن المعاد لا يكون إلا روحانيا، فلا تتصور (?) اللذات الحسية. إذ شرط ادراكها/ تعلق النفس بالبدن وحجته على ذلك (?)، ما حكاه الإمام فخر الدين (?) في المباحث المشرقية:" أن