سكوت زكريا كان أزيد من تسعة أشهر، وذلك من الوقت الذي بشر به إلى أن وضع، وأن ذلك كان على جهة التأديب والعقاب، يعني على مراجعته الملك، وكونه لم يثق بأول كلامه، لا على جهة الآية" وذكر حكاية ذلك من الإنجيل في كلام طويل قد ذكرته أنا وجوابه في:" التعليق علي الأناجيل (?) ".

قلت: والذي يحتاج إلى الجواب عنه في هذه الجملة أمران/:

أحدهما: أن سكوته كان أكثر من ثلاثة أيام.

الثاني: أن سكوته كان عقوبة لا علامة.

والجواب/ عن ذلك من وجهين:

أحدهما: الجواب العام وهو أن مستندكم في هذا: الإنجيل. وليس حجة علينا، كما أن ما عندنا ليس حجة عليكم- على زعمكم-، فبقيت دعوانا ودعواكم ولا فاصل بيننا يلزمنا جميعا الرجوع إليه.

الوجه الثاني: أن خبر محمد- عليه السلام- أثبت ثلاثة الأيام، ولم ينف ما فوقها وأثبت العلامة، ولم ينف العقوبة (?). فإذن الجمع بين القولين ممكن، وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015