مذاكير، وليس واحدها من لفظها بمستعمل، وواحد ظروف من لفظها مستعمل وإن لم يكن مكسرا عليه الجمع، فهذا الفرق بينهما، وإنما واحد مذاكير من لفظها مستعمل وإن لم يكن مكسرا عليه الجمع مذكار، ولم يستعملوه، فهو بمنزلة عباديد لأنهم لم يقولوا: عبديد ولا عبداد، فأنت لو حقرت عباديد لقلت: عبيديدون أو عبيديدات، وإنما ظراف جمع ظريف على القياس والباب، وأما ظروف فجمع لم يكسر عليه ظريف، وإن كان واحدا من لفظه وإنما هو بمنزلة شاهد وشهود وجالس وجلوس، فلو صغرت هذا كله لرددته إلى الواحد المستعمل، لأنه من لفظ الجمع وإن كان غير مكسر عليه، فتقول: شريهدون وجويلسون، كما قلت: ظريفون حقرت شاهدا وجالسا ثم جمعت بالواو والنون.

وأما مذاكير فكما قلنا بمنزلة عباديد، لم يستعمل له واحد من لفظه، فلذلك حقرته على واحده بالقياس، إذ لم تجد له واحدا في الاستعمال من لفظه، ألا ترى أن سيبويه قد جمع ظرفا وعباديد في باب واحد، لأنه جمع على غير الواحد، فقد اتفقنا في هذا المعنى وافترقا بأن هذا له واحد مستعمل من لفظه، وليس لهذا واحد مستعمل من لفظه.

/150/ مسألة [116]

ومن ذلك قوله في باب ترجمته: هذا باب أيضا للخصال التي تكون في الأشياء، قال: (وقالوا: وضع ضعة وضعة، فالضعة مثل الكثرة، والضعة مثل الرفعة).

قال محمد: وهذا خطأ ونقض لقوله: ما كان مما فاؤه واو لم تحذف في فعلة وصح نحو الوثبة والوجبة، ولكنه عندي فعلة في الأصل، والدليل على ذلك قولهم: ضعة، ثم فتحت العين ما قبلها كما كان ذلك في الفعل في يسع ويطأ.

قال أحمد: أما قوله: إن العين في ضعة فتحت ما قبلها كما تفتح في الفعل فغلط، لأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015