يستغن عنه بكلاب، ولو ترك استعمال أكلب واستغني عنه بكلاب لحسن ثلاثة كلاب كما حسن ثلاثة شسوع.

وأما قوله: إن العرب تقول في القليل: أقراء، فليس ذلك الأصل في جمع فعل القليل، وإنما هو شاذ فيه فشبه بغيره، وإنما الأصل في قليل فعل أفعل، وقد/ 148/ ترك استعماله البتة في قرء واستغنوا عنه بفعول، وإذا لم يستعملوا أقل الجمعين على الأصل أجازوا أن يضيفوا إلى الأكثر، لأنهم قد صيروه يقوم مقام الأقل وإن كان قويا، إذ كانوا قد أجازوا على ضعف استعمال إضافة العدد إلى أكثر الجمعين المستعمل منه القليل على الأصل نحو: خمسة كلاب، فلما استجازوا هذا على ضعفه كان فيما لم يستعمل له قليل على الأصل جيدا قويا، وهو قولهم: {ثلاثة قروء} وبه جاء القرآن.

مسألة [115]

ومن ذلك قوله في باب ترجمته: هذا باب تكسيرك ما كان من الصفات عدة حروفه أربعة أحرف.

قال محمد: وزعم الخليل أن قولهم: ظريف وظروف لم يكسر على ظريف كما أن المذاكير على ذكر، قال أبو عمر الجرمي: ظروف تكسير ظريف على غير الباب، وليس بمنزلة مذاكير، لأنك لو صغرت ظروفا لقلت: ظريفون فرددته إلى ظريف، ولو حقرت مذاكير لقلت: مذيكرات، لم ترده إلى ذكر.

قال أحمد: قول أبي عمر: إن ظروفا جمع ظريف على غير الباب غلط، وإنما هو على غير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015