فَإِذا ألزم قَالَ هَذَا إِلْزَام توجه عَليّ لَا على مذهبي وسنأتي بعد بِالْجَوَابِ أَو يُوجد من ينْفَصل عَن هَذِه الشُّبْهَة مِمَّن ينتحل ديني ومذهبي
فَإِذا راعينا مثل هَذَا لم تقم حجَّة على كَافِر أبدا وَمَا هَذَا إِلَّا طَرِيق يُوهم جَمِيع الْكَافرين أَنهم على الْحق قَاتلهم الله أَنى يؤفكون وَتَعَالَى الله عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ علوا كَبِيرا
وَمن قَبِيح مَا يلْزمهُم فِي اعْتِقَادهم أَنا إِذا بنينَا الْحق على مَا قَالُوا وأوجبنا طلب الدّين بِالطَّرِيقِ الَّذِي ذَكرُوهُ وَجب من ذَلِك تَكْفِير الْعَوام بأجمعهم لأَنهم لَا يعْرفُونَ إِلَّا الِاتِّبَاع الْمُجَرّد
وَلَو عرض عَلَيْهِم طَرِيق الْمُتَكَلِّمين فِي معرفَة الله تَعَالَى مَا فهمه أَكْثَرهم فضلا من أَن يصير فِيهِ صَاحب اسْتِدْلَال وحجاج وَنظر
وَإِنَّمَا غَايَة توحيدهم الْتِزَام مَا وجدوا عَلَيْهِ سلفهم وأئمتهم فِي عقائد الدّين والعض عَلَيْهَا بالنواجذ والمواظبة على وظائف الْعِبَادَات وملازمة الْأَذْكَار بقلوب سليمَة طَاهِرَة عَن الشُّبُهَات والشكوك تراهم لَا يحيدون عَمَّا اعتقدوه وَإِن قطعُوا إربا إربا فهنيئا لَهُم هَذَا الْيَقِين وطوبى لَهُم هَذِه السَّلامَة فَإِذا كفرُوا هَؤُلَاءِ النَّاس وهم السوَاد الْأَعْظَم وَجُمْهُور الْأمة فَمَا هَذَا إِلَّا طي بِسَاط الْإِسْلَام وَهدم منار الدّين وأركان الشَّرِيعَة وأعلام الْإِسْلَام وإلحاق هَذِه الدَّار أَعنِي دَار الْإِسْلَام بدار الْكفْر وَجعل أهليهما بِمَنْزِلَة وَاحِدَة
وَمَتى يُوجد فِي الألوف من الْمُسلمين على الشَّرْط الَّذِي يراعونه لتصحيح معرفَة الله تَعَالَى أَو لَا يجد مُسلم ألم هَذِه الْمقَالة القبيحة الشنيعة فِي قلبه