بعض متأخري الأشعرية أنه قال: لولا الحياء من مخالفة شيوخنا لقلت إن الرؤية العلم لا غير1.

وهكذا قالوا في سماع موسى لكلام الله أنه لا يختص الأذن، وإذا لم يختص الأذن رجع إلى معنى العلم.

وأقوال الأشعرية مثبتة على أصول المعتزلة لأن أبا الحسن كان معتزلياً2.

واستدلت المعتزلة على نفي الرؤية لله سبحانه بقوله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ} 3، فنفى أن تدركه الأبصار وهو عام4.

والجواب: أنه إنما نفى الإدراك، والإدراك الإحاطة بدليل قوله تعالى: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} 5. أي أنا لمحاط بنا، وكذلك قوله تعالى: {لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى} 6، ومعلوم أنه لم يخف الرؤية وإنما خاف الإحاطة، ويحتمل أنه أراد نفي الرؤية في الدنيا لأن الرؤية، إليه7 أفضل اللذات، فلا تكون إلا في أفضل الدارين بدليل ما ذكرنا من الآيات والأخبار لأن الخاص يقدم على العام8.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015