واستولى عليه والله سبحانه قاهر ومستول على كل شيء.

وروي أن رجلاً سأل ابن الأعرابي1 ما معناه قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فقال: "هو على عرشه كما أخبر، فقال: يا أبا عبد الله ليس هذا معناه2 استولى؟ فقال: اسكت ما أنت وهذا3 ولا يقال استولى على الشيء أو يكون له فيه مضاد فإذا غلب أحدهما على الآخر قيل استولى أما سمعت قول النابغة:

إلا لمثلك أو من أنت سَابِقه سبق الجواد إذا استولى على الأمد4

ولو كان ما ذكره صحيحاً لجاز أن يقال: إن الله مستو على الحشوش والأمكنة التي يرغب عن ذكرها لأنه مستول عليها، ولو كان كذلك لم يكن لذكره للعرش معنى.

وأما الأشعرية فقالوا: إذا قلتم إنه على العرش أفضى إلى أنه يكون محدوداً أو أنه يفتقر إلى مكان وجهة تحيط به وتعالى الله عن ذلك5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015