يفيد الإخبار عن إنعامه عليهم في الدنيا والآخرة، وعلى ما ذكره المخالف يكون مكرراً عن معنى واحد؛ لأن الثواب هو الجنة والجنة هي الثواب، ومتى أمكن حمل الكلامين على فائدتين محددتين كان أولى من الحمل على فائدة واحدة مكررة.
وأما قراءة من قرأ {وَالَّذِينَ قُتِلُوا} بالتخفيف، وقراءة من قرأ {قُتِّلُوا} بالتشديد وهم قتلى بدر {سَيَهْدِيهِمْ} فإن تأويل الآية على هذا: سيهديهم في القبور عند المسألة منكر ونكير إلى القول الثابت بالتوحيد، وهو قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} 1 والقول الثابت: قول لا إله إلا الله، وهذا مما يرده القدرية ويجحدونه وينكرون عذاب القبر ومسألة منكر ونكير، ويقولون إن الله لم يثبت الذين آمنوا وإنما هم ثبتوا أنفسهم.
والآية حجة عليهم2، وسيأتي بيان ذلك في موضعه إن شاء الله3.
ثم أخبر بما ينعم به عليهم في الآخرة وقال: {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} قيل: طيبها لهم4، وقيل: يعرفهم منازلهم فيها5 ويكون6 في هذا التأويل حمل