الكلام"1، ولا يكون حسناً وقبيحاً إلا لحسن معانيه وقبحها وعلى أنا إنما احتججنا بالشعر هاهنا لنبين أن أحداً من الخلق في الجاهلية والإسلام لم ينكر أن المقادير كلها جارية ن الله حتى جاءت القدرية.
ثم قال: وإن كان فيه حجة فالقدر قد ورد في القرآن واللغة على معان منها: ما يراد به الخلق.
ومنها: ما يراد به الإخبار بدليل قوله تعالى: {إِلاّ امْرَأَتَهُ2 قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ} 3 أي أخبرنا بحالها.
ومنها: ما المراد به الكتابة كما قال العجاج4:
اعلم بأن ذا الجلال قد قدر ... في الصحف الأولى التي كان سطر
أمرك هذا فاجتلب منها النتر5
فليس لهم أن يحملوا القدر على ما يوافق مذهبهم إلا ولخصمهم أن يحمله على غير ذلك.