{إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً} 12 وحمل الآية على أنه لم يرد وقوع الظلم منهم صرف للكلام عن ظاهره بغير دليل.
والدليل على صحة هذا التأويل أنك تقول: علمت الظلم من زيد ورأيت الظلم من زيد إذا علمته أو رأيته يظلم غيره بنفسه، ولا تقول: علمت الظلم لزيد ولا رأيته لزيد3 إلا إذا رأيت أو علمت4 من غيره له.
ويقال للخصم: إذا ادعيتم العموم بقوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ} قابلك خصمك بالعموم بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} 5 وبقوله: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} 6، فلو أراد ممن لا يؤمن الإيمان أو من العاصي الطاعة لكان يعاضده7 أن الكافر والعاصي أراد المهصية وإرادتهم متعلقة بإرادة الله تعالى بدليل قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} 8، والقرآن لا يتناقض بل يعاضد بعضه بعضا9، قال الله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ