وقد روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: "مر هارون عليه السلام بالسامري وهو يصنع العجل فقال: ما هذا؟ فقال: ينفع ولا يضر، فقال: اللهم أعطه ما سألك على ما في نفسه فخلق الله فيه الخوار فكان إذا خار سجدوا - والخوار من دعوة هارون - فلما رجع موسى - صلى الله عليه وسلم- قال: يا رب من صنع لهم العجل فقال: صنعه السامري فقال: يا رب فمن خلق فيه الخوار، فقال له الله: أنا، فقال موسى: (يا رب إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشلء وتهدي من تشاء"1.

فأضاف موسى س إلى الله2 الفتنة والإضلال والهداية، وهو أعلم بما يجوز على الله من القدرية.

وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً} قال: "من الفتون إلقاؤه في البحر وهَمُّ فرعون بقتله وقتله النفس وخروجه خائفاً يترقب"3 وكل هذا لا مصلحة لموسى فيه، فدل على أن الله يفعل بالعباد ما فيه لهم المصلحة وما لا مصلحة لهم فيه4، وكذلك قال الله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُو الْنَّاقَةِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015