بعد هذا التحقيق تبين أهمية جمع أوهام الحاكم - رحمه الله - في كتاب (المستدرك) والمتعلقة بقوله: (ولم يخرجاه) وهي في الصحيحين أو في أحدهما.
وكان الحافظان ابن كثير والعراقي قد أشارا إليها، وتقدم قولهما، وقد استدرك الحافظ الذهبي في التلخيص ستة وثلاثين حديثا من هذا الباب، وقد رأيت الحافظ ابن كثير في تفسيره استدرك على الحاكم أحاديث؛ كان يوردها ثم يذكر قول الحاكم: ولم يخرجاه. ثم يقول ابن كثير: كذا قال. أو يقول: الحديث في الصحيحين، أو نحو ذلك، ومثاله: بعد أن أورد حديث ابن عباس الطويل في بناء إبراهيم وإسماعيل الكعبة من رواية البخاري؛ قال: والعجب أن الحافظ أبا عبد الله الحاكم رواه في كتابه المستدرك عن أبي العباس الأصم، عن محمد بن سنان القزاز، عن أبي علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، عن إبراهيم بن نافع به، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ا. هـ. كذا قال وقد رواه البخاري كما ترى من حديث إبراهيم بن نافع (?). وقال ابن كثير أيضًا: قال البخاري: حدثنا محمَّد بن سلام، حدثنا أبو معاوية، عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} الآية؛ قالت لعروة: يا ابن أختي! كان أبواك منهم: الزبير وأبو بكر رضي الله عنهما .. الحديث، ثم قال ابن كثير: هكذا رواه البخاري منفردا به بهذا السياق؛