أولاً: الاعتصام بالكتاب والسنة:

وهذا المعلم جماع هذا الباب كله؛ إذ جميع المعالم الآتية داخلة فيه، متفرعة عنه، قال الله -عز وجل-: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران101] .

وقال النبي: «تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوض» (?) .

وقال-عليه الصلاة والسلام- في حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه -: «وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة» (?) فالتمسك بالوحيين عصمة من الزلل، وأمان -بإذن الله- من الضلال.

وليس الاعتصام بهما كلمة تتمضمض بها الأفواه من غير أن يكون لها رصيد في الواقع.

وإنما هي عمل، واتباع في جميع ما يأتيه الإنسان ويذره.

ويعظم هذا الأمر حال الفتن؛ إذ يجب الرجوع فيها إلى هداية الوحيين؛ لكي نجد المخرج والسلامة منها.

وهذا ما سيتبين في الفقرات التالية -إن شاء الله-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015