أخي: كم في الأمة من العلل؟ وكم فيها من الدخلاء؟ وكم فيها ممن يدعي الحرقة والأمر ليس كذلك؟!
هل نسيت أيها المبارك ما وقع لنبيك - صلى الله عليه وسلم- يوم أحد؟ أو يوم الأحزاب؟!.
إن هذه الأحداث التي أقلقتك وأزعجتك، إنها تحت سمع الله وبصره، والله -تعالى- أغير من خلقه أن تنتهك حرمات عباده، وتغتصب نساء أوليائه، ويُعرض عن دينه، ويحارب حزبه، ولكنها السنن - أيها الأخ الكريم - التي ربّى النبي - صلى الله عليه وسلم- عليها أصحابه حين اشتكوا إليه شدة ما يلقون من المشركين، ومنهم خباب - كما في البخاري - قال: «شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو متوسد بردةً له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ قال: " كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» .