الأمة بين سنتي الابتلاء والعمل د عمر بن عبد الله المقبل

كيفية ترشيد التساؤلات

وإذا تحدثنا عن أهمية استثمارها، فإننا نؤكد على أهمية ترشيد هذه التساؤلات حتى لا يساء استخدامها في أمور قد يُظَن أنها نافعةٌ وليست كذلك، والسبيل إلى ذلك إنما يكون بترشيدها، وهذا يمكن تحقيقه بعدة أمور:

1- يجب أن لا نغفل ـ في زحمة الأحداث، وشدة وطأتها على قلوبنا ـ عن السنن الإلهية في ابتلاء أهل الإيمان، فلقد ابتلي من هو أفضل منا، وكم في الابتلاءات من الألطاف الخفية لربنا تعالى، والتي قد تعجز عقولنا عن تصورها، فضلاً عن الإحاطة بها.

أين أنت أخي عن قوله تعالى لخير جند مشوا على وجه الأرض: محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحابته؟ الذين قيل في حقهم -لما ابتلوا بما ابتلوا به يوم أحد -: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} قال غير واحد من السلف: أي: ليختبر الذين آمنوا، حتى يخلصهم بالبلاء الذي نزل بهم، وكيف صبرهم ويقينهم.

وقيل لهم أيضاً: {وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ} ، أي: يختبركم بما جرى عليكم ليميز الخبيث من الطيب، ويظهر أمر المؤمن من المنافق للناس في الأقوال والأفعال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015