قال: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على غيره» (?) وقال -عليه الصلاة والسلام-: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه» (?) ولما بعث أبا موسى الأشعري ومعاذا إلى اليمن قال لهما: «يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا» (?)

قال الإمام أحمد -رحمه الله-: يأمر بالرفق والخضوع، فإن أسمعوه ما يكره لا يغضب؛ فيكون يريد ينتصر لنفسه (?) ولقد أحسن من قال:

لو سار ألفُ مَدَجَّجٍ في حاجة ... *** لم يَقْضِها إلا الذي يترفق

(?) .

وكان يقال: " من لانت كلمته وجبت محبته " (?)

وخلاصة القول أن الرفق هو الأصل، وهو الأجدى، والأنفع، وأن الشدة لا تصلح من كل أحد، ولا تليق مع كل أحد، فقد تلائم إذا صدرت من ذي قدر كبير في سن، أو علم وكانت في حدود الحكمة، واللباقة، واللياقة.

أما إذا صدرت ممن ليس له قدر في سن، أو علم، أو كانت في غير موضعها، وتوجهت إلى ذي قدر أو جاه-فإنها -أعني الشدة- تضر أكثر مما تنفع، وتفسد أكثر من أن تصلح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015