لقد ساد في الفكر الإسلامي الصحيح، التوازن الظاهر بين الدين والدنيا، وبين العقل والنقل، وبين عَالَم الغيب وعَالَم الشهادة، وبين النفس والبدن.
يقول الغزالي - رحمه الله- في كتاب الاقتصاد في الاعتقاد: (إن نظام الدين لا يكتمل إلا بنظام الدنيا، وإن نظام الدنيا شرط لنظام الدين) .
فالوسطية الإسلامية، ليست سمة لفكر علماء معينين، ولكنها سمة العقيدة الإسلامية التي تمسَّك بها أهل السنة والجماعة في عصور المسلمين المختلفة، واعتبروا كل من يخرج عن هذه الوسطية في الاعتقاد أو السلوك، خارجًا عن الأعدل والأوسط، وذَمَّ هؤلاء العلماء كل