شَهْوَة فَرب شَهْوَة لَهَا غيم وَرب شَهْوَة لَهَا غُبَار وَرب شَهْوَة لَهَا دُخان فَإِذا جَاءَت هَذِه الرِّيَاح بغبارها وغيومها ودخانها انسدت ينابيع حِكْمَة الْقلب لِأَن الْحِكْمَة منبعها من الصدْق الَّذِي هُوَ صدق الصدْق فَالَّذِي يظْهر من الْعباد من بَاطِن إِلَى ظَاهر هُوَ الصدْق وَصدق الصدْق هُوَ من بَاطِن إِلَى بَاطِن إِنَّمَا يظْهر من بَاطِن الْقلب إِلَى ظَاهر الصَّدْر حَتَّى تبصره بصائر النَّفس فَمن ذَلِك الصدْق تبدو الْحِكْمَة الْعليا
الْحِكْمَة الْعليا
قَالَ لَهُ قَائِل وَمَا الْحِكْمَة الْعليا قَالَ تِلْكَ حِكْمَة الْحِكْمَة وَلكُل علم حِكْمَة فَكَمَا أَن الْعلم علمَان فَكَذَلِك الْحِكْمَة حكمتان فَإِنَّمَا صَار الْعلم علمين لِأَن علم الصِّفَات غير علم التَّدْبِير وَلكُل علم حِكْمَة فحكمة علم الصِّفَات علم الْقُدْرَة وَحِكْمَة علم التَّدْبِير علم ملك الْملك وَعلم الربوبية فَقلب الْمُؤمن خزانَة الله فِيهَا كنوز والكنز على خطر الْغَارة
قَالَ لَهُ قَائِل وَمَا هَذَا وَمَا الْكُنُوز
الْكُنُوز
قَالَ إِن الله تَعَالَى أعْطى الْمُوَحِّدين مَعْرفَته حَتَّى وجدوه وعرفوه فالمعرفة كصرة فِيهَا ألوان جَوَاهِر ثمينة من الدّرّ والياقوت والزبرجد كل جَوْهَرَة ثمنهَا ملْء الدُّنْيَا ذَهَبا وَفِضة فَهَذِهِ الْأَشْيَاء كلهَا