وَرُوِيَ عَن مَالك بن دِينَار رَحمَه الله قَالَ قَرَأت فِي التَّوْرَاة لَا تعجزن أَن تقوم فِي صَلَاتك بَين يَدي باكيا فَإِنِّي أَنا الله الَّذِي اقْتَرَبت لقلبك وبالغيب رَأَيْت نوري فَهَذِهِ خانات ومنازل أُولَئِكَ الْقَوْم تهَيَّأ لَهُم نزلا من النُّور حَتَّى تتراءى لَهُم مَعَاني تِلْكَ الْآيَات وبواطنها فيتلذذون بهَا ويستريحون من التَّعَب الَّذِي لحقهم فِيمَا تلوا قبل ذَلِك وَإِنَّمَا مروا بِتِلْكَ الْآيَات بعد ذَلِك مرّة أُخْرَى فَلم يصبهم تَعب وَلَا نصب كَمَا كَانَ قبل ذَلِك فطمعوا فِي حط الرّحال لما كَانُوا وجدوه قبل ذَلِك فَدَارُوا عَلَيْهَا ورددوها يُرِيدُونَ حط الرّحال من غير إعياء واستراحة من غير نصب يطمعون فِي إشراق ذَلِك النُّور تلذذا بِفنَاء الْملك الْكَرِيم فيجدون تِلْكَ الْخَانَات لم تهَيَّأ لَهُم نزلا إِنَّمَا هِيَ أواري خَالِيَة وبيوت صفر فيرتحلون ويمضون وَإِذا هيئ النزل فقد وجدوا مَا طلبُوا فَإِذا رددوها ترَاءى للقلب شُعَاع ذَلِك فالتهب النُّور وتصورت تِلْكَ الْمعَانِي المندرجة فِيهِ على قلبه فَصَارَ طَربا فِي سَمعه فَأعلمهُ وأبكاه
فَإِذا لم يعلم هَذَا كُله وَرَضي من نَفسه بِالْقِرَاءَةِ فَقَط فَكَانَ كعامل يقْرَأ كل يَوْم كتاب الْملك وَيتْرك مَا فِيهِ من الْمعَانِي
وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه قَالَ مَا أنزل الله