العقبى مَتى وجد سَيّده بِهَذِهِ الصِّفَات

مثل الْعلم مثل المَاء

مثل الْعلم مثل المَاء فَإِن فِيهِ حَيَاة الأَرْض فالماء يخرج بِهِ النَّبَات ويشتد نباتها بِالتُّرَابِ الْملقى فِيهَا فبه تتقوى الأَرْض ويشتد نباتها فَلَو أَن رجلا غرس أغراسا ثمَّ لَهَا عَنْهَا فَلم يلق فِيهَا التُّرَاب وَلم يسقها بِالْمَاءِ يَبِسَتْ الأغراس وَبَطل عمله

فَكَذَا الْعلم فِيهِ حَيَاة الْقُلُوب يحيا الْقلب بِالْعلمِ ويقوى ويشتد بِاسْتِعْمَال الْعلم بِالْعَمَلِ

فَلَو أَن رجلا تعلم الْعلم ثمَّ لَهَا عَنهُ فَلم يعْمل فِي انكشاف الغطاء عَنهُ حَتَّى يصير الْعلم لَهُ مُعَاينَة وَيتَصَوَّر فِي صَدره لِأَن مرآته فِي صَدره فَالَّذِي يسمع بأذني رَأسه يتَأَدَّى فِي أذن فُؤَاده وبصر فُؤَاده فَفِي أُذُنِي فُؤَاده وقر من ريَاح الشَّهَوَات وأهويتها فضل سَمعه فتلاشى مَا سمع بأذني الرَّأْس وَعمي بصر فُؤَاده عَن صُورَة مَا يتَصَوَّر من ذَلِك الْعلم فِي قلبه فتراكم دُخان الشَّهَوَات وفوران حريقها المتأدي من جَوْفه إِلَى صَدره فأظلم عَلَيْهِ إشراق نور شمس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015