مثل الْعَارِف المنتبه قبل الانتباه مثل عبد لَهُ مولى وَلَكِن لَا يعلم من مَوْلَاهُ وَكَانَ فِي جمع عَظِيم وَكلهمْ موَالِي العبيد فَقَالَ أَيهمْ مولَايَ من بَين هَؤُلَاءِ فأشاروا لَهُ إِلَى وَاحِد مِنْهُم إِن هَذَا مَوْلَاك وسيدك فَنظر إِلَيْهِ بِعَين الرِّضَا فَوَجَدَهُ أجملهم وَجها وأغناهم مَالا وَأَحْسَنهمْ خلقا وأطهرهم سيرة وأجودهم كفا وأحلاهم منطقا وأنفذهم قولا وأفرسهم فَارِسًا وأعلمهم علما وأبهاهم زِينَة وأرفعهم كسْوَة وأوسعهم ملكا وأعظمهم رَحْمَة وتحننا وأشكرهم لعَبْدِهِ فَامْتَلَأَ هَذَا العَبْد فَرحا لما وجد مَوْلَاهُ على هَذِه الصّفة واستطال بِهِ على سَائِر العبيد من نظرائه واختال وافتخر بِهِ وَوجد الْقُوَّة فِي ظَهره كل الْقُوَّة وَالسُّرُور فِي قلبه وَرَأى نَفسه لهَذَا الْمولى الَّذِي وجده بِهَذِهِ الصِّفَات أَنه لَيْسَ لَهُ كفوا من أشكاله من العبيد بِمَا وجد مولى مثل هَذَا
فَهَذَا حَال الْعَارِف إِذا انتبه من رقدته وَعرف أَن لَهُ رَبًّا بِتِلْكَ الصِّفَات الَّتِي كَانَت لَهُ تِسْعَة وَتِسْعين اسْما وَوجد فِي أَسْمَائِهِ تِسْعَة وَتِسْعين صفة فَكل اسْم إِذا دَعَاهُ بِهِ عرف أَن هَذَا اسْمه على الْحَقِيقَة لَا على الِاسْتِعَارَة وَعلم أَن الصّفة من وَرَاء الِاسْم قد أعد لَهُ مَا وضع من تِلْكَ الصِّفَات لعَبْدِهِ فَمَتَى يسع هَذَا العَبْد فِي الدُّنْيَا وَفِي