أخذت الْقُوَّة من الْقلب
ثمَّ أخرج من مَاله شطرا آخر لينفقه فِي سَبِيل الله تَعَالَى فَقَالَ أَيْن أَضَعهُ فطمعت نَفسه أَن يتَصَدَّق بِهِ على مَلأ من النَّاس فتحمدك النَّاس على ذَلِك وَيُقَال إِنَّه سخي خير فقد زَالَ عَن الاسْتوَاء إِلَى أَن بطلت رميته حَتَّى خرجت من الْقوس فَسَقَطت بِالْأَرْضِ وَلم يصل إِلَى مَقْصُوده من الرَّمية
ثمَّ أخرج درهما آخر فَقَالَ أَيْن أَضَعهُ فَذهب فَوَضعه فِي مَعْصِيّة فَهَذِهِ رمية لم يعْمل الْقوس فِيهَا فالقوس معطلة وَالْوتر مُنْقَطع والسهم معوج والرمية غير مسددة
مثل المحق والمبطل مثل رجل بِيَدِهِ الْيُمْنَى كوز مَمْلُوء من مَاء عذب بَارِد صَاف هني مري يجد عذوبته فِي لهاته وبرده فِي فِيهِ وحلاوته فِي حلقه وهناءته ومراءته فِي جَوْفه وَبِيَدِهِ الْيُسْرَى كوز فِيهِ بَوْل قذر منتن وتراه يُؤثر هَذَا على المَاء الصافي العذب وَيشْرب من هَذَا الرجس فَمن نظر إِلَى فعله أَلَيْسَ يقْضِي عَلَيْهِ بِأحد الْحَالين إِمَّا جُنُون أَو سكر