وَهَذِه الْجَوَارِح وَالنَّفس فِي ضيقها وفقرها وحاجتها فَلَا تزَال تَأْخُذ من سَعَة الْقلب وَمن قوته حَتَّى يضعف الْقلب ويقل غناهُ ويضيق فَلَا تخرج رميته مستوية وَلَا عَن قُوَّة فَلَا يصل إِلَى الْمَقْصُود

قَالَ لَهُ قَائِل مَا الرَّمية

قَالَ النِّيَّة الصادقة فالنية من الْقلب إِذا خالطه علائق النَّفس ضعفت النِّيَّة وَخرج الْفِعْل غير مستو وَلَا صَاف

قيل مثل مَاذَا

قَالَ بَيَانه رجل أخرج شطر مَاله ليتصدق بِهِ ابْتِغَاء وَجه الله تَعَالَى فَهَذِهِ نِيَّة صَادِقَة خرجت من قلب صَاف صَادِق ثمَّ قَالَ أَيْن أضعها فَحَدَّثته نَفسه أَن ضعها فِي غريمك فلَان لَك عَلَيْهِ دَرَاهِم ليرد عَلَيْك قَضَاء مَالك عَلَيْهِ أَو ضعها فِي تَابِعِيّ من خدمك فَهَذِهِ علائق خالطت الصدْق الَّذِي ادّعى أَنه يُرِيد بِهِ وَجه الله تَعَالَى أَرَادَ بِهِ غير 94 وَجه الله تَعَالَى عرضا من عرض الدُّنْيَا فزاغ قلبه عَن الاسْتوَاء إِلَى الْميل إِلَى شَيْء عَن الْيَمين إِلَى الشمَال وَعَن الْأَعْلَى إِلَى الْأَسْفَل كالقوس إِذا جعلت بَيت أَسْفَله أَعْلَاهُ وَأَعلاهُ أَسْفَله فَإِذا وجدت النَّفس إِلَى ذَلِك سَبِيلا اعتادت ذَلِك فَمرَّة أُخْرَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015