الَّذِي لَا يجد بدا أَو كَالَّذي يجر برجليه على مَوَائِد النعم وبساتين النزهة كَمَا تجر جيف الْميتَة لترمى وَلَا يجد طعم مَا حل بالموائد وَلَا يشم رياحين الْبَسَاتِين وَلَا يلتذ بنزهتها
وَمن خلص من رق الْهوى فيوسم سمة الْأَحْرَار قعد على مَوَائِد النعم ونزهة السّنَن فَكَانَت الْأَعْمَال مَوَائِد غراسه وَالذكر بساتينه ونزهته فالرق يدنس الْقلب ويقهره فَإِذا صَار حرا تطهر الْقلب من الأدناس وَخرج من قهر الْهوى فاعتز بِاللَّه وَاسْتغْنى بِاللَّه
مثل أَعمال الْبر فِي الْجَسَد مثل أَيَّام الرّبيع إِذا هاج الْحر من تَحت الأَرْض وَذهب الْبرد من الجو فَإِذا غشي الْحر بزور الأَرْض وعروق الْأَشْجَار انفطرت الأَرْض واهتزت وربت وتوردت الْأَشْجَار والأوراد واخضرت الزروع والنبات فِي الأودية وَالْجِبَال والبراري فهاجت ريح كل شَيْء فطاب الْهَوَاء فَإِذا طَابَ الْهَوَاء من انفطار هَذِه الْأَشْيَاء وَوصل نسيم الأوراد والرياحين إِلَى الخياشيم فَصَارَت شِفَاء لأجسامهم وصلاحا