والغي حول الْقلب عَن الرشد وبالرشد لازمت الْمعرفَة الْقلب فَهِيَ ملازمته أبدا وبالرشد ثبات الْمعرفَة والغي ضد الرشد

الرشد سر الله فِي قلب الْمُؤمن

قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى فِي تَنْزِيله حَيْثُ بعث رَسُوله {قد تبين الرشد من الغي} والرشد سر الله تَعَالَى فِي قُلُوب الْمُؤمنِينَ لَا يطلع عَلَيْهِ إِلَّا الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام والأولياء فَمن دونهم عجزوا عَن معرفَة كنهه فالرق برد الْقلب وخموده عَن حرارة حَيَاة الْقلب بِاللَّه تَعَالَى وَمَوْت الْقلب عَن الله تَعَالَى وَبرد النَّفس وخمودها عَن التَّحَلُّل للأركان فِي أَمر الله تَعَالَى فَظهر على الْقلب الجمود وَالْعجز وعَلى النَّفس الْقَهْر وَذَهَاب الْقُوَّة والكسل

فَكل من ملكه هَوَاهُ فقلبه مقهور ذليل لَا يعتز بِأَمْر الله وَلَا يَهْتَز لَهُ لِأَن أَمر الله تَعَالَى ملكه وسلطانه وزينته وبهاؤه وحلاوته فَإِذا وافى قلبه مأسورا وصدرا مظلما بأشغال الدُّنْيَا قد خربه الْهوى وصير صَدره مروجا وغياضا وآجاما يَخُوض فِيهَا الْخَنَازِير وتتردد فِيهَا الذئاب وَالسِّبَاع والأسد والثعالب لم يبْق هُنَاكَ للأمير سُلْطَان فَإِذا لم يكن للأمير مملكة وَلَا سُلْطَان فَلم تبرز زينته وبهاؤه وَلم تُوجد حلاوته فَلذَلِك لَا يجد صَاحب الْهوى طعم أَمر الله تَعَالَى وحلاوته وَلَا يرى بهاءه وسناءه وزينته فَإِذا عمل ذَلِك الْأَمر كَانَ كالمكره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015