الَّذين يَرْجُو أرباحهم الَّتِي ربح على رَأس مَاله أَي أَعمال الطَّاعَات كلهَا ربح التَّوْحِيد والتوحيد رَأس المَال لَا يقبل عمل إِلَّا بِهِ وَمِنْه يخرج ربح الْمُؤمن لإنه لم يتَبَيَّن الْقبُول فَهُوَ على غرر مِنْهُ فَإِذا اتكل على هَذِه وحوسب يَوْم الْحساب وَحصل مَا فِي الصُّدُور وطولب بِالصّدقِ وَالْإِخْلَاص مِنْهَا فَلم يُوجد فِي كثير مِنْهَا الصدْق وَالْإِخْلَاص فَرضِي بذلك الْعَمَل فَكَانَ كَهَذا الْغَرِيم الَّذِي ظهر هَاهُنَا إفلاسه فَلم ينل مِنْهُ ربحا وَخيف على رَأس مَاله أَيْضا لِأَنَّهُ عمل لغير الله تَعَالَى واستهزأ بِأَمْر الله تَعَالَى وآثر دُنْيَاهُ وَهوى نَفسه على مَحْبُوب الله تَعَالَى ومختاره فَهَذَا كهؤلاء الْغُرَمَاء الَّذِي ظهر هَاهُنَا إفلاسهم فَلم يبْق فِي أَيْديهم إِلَّا ديوَان الكتبة
فَالْعَبْد إِن كَانَ كيسا يَبِيع وَيَشْتَرِي نَقْدا بِرِبْح يسير لِأَن الْيَسِير من الرِّبْح مَعَ قيام رَأس المَال خير من الرِّبْح الْكثير مَعَ هَلَاك رَأس المَال أَو إِذا بَاعَ نَسِيئَة يَأْخُذ بالثقة وعامل الْغُرَمَاء بالوثائق إِمَّا الرَّهْن أَو الْكفَالَة على مَلِيء واستقصى النّظر ثمَّ لم يقنعه ذَلِك فَهُوَ أبدا خَائِف من أَن يضيع رَأس المَال وَرُبمَا غرق فِي الرِّبْح للنسيئة وَمَعَ ذَلِك الْخطر بَاقٍ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ رُبمَا يهْلك الرَّهْن فَيهْلك