الْمُخْتَار المفتوح لَهُ الْبَاب والمقبول فِي الدَّار والمطلع على الخزائن والأسرار أَحمَق لَهَا عَن فتح الْبَاب وَعَما اطلع عَلَيْهِ وَرَجا فِيهِ خرج من الدَّار وَأَقْبل على ظلمات نَفسه الخائنة وغرة الْعَدو وَأخرجه رويدا رويدا من الْبَاب الَّذِي فتح لَهُ فولجه فَأَبْصَرَهُ بالاستلذاذ وَقَضَاء النهمات والأماني الكاذبة نفسية وشهوانية قد أجلب لَهُ حَتَّى تأشر نَفسه وتبطر ويمتليء من لذتها والفرح بهَا فيورثه الأشر والبطر حَتَّى يُخرجهُ إِلَى مَا لم يُطلق لَهُ من ذَلِك النَّوْع الَّذِي أحل لَهُ وَيَتَعَدَّى حُدُود الله فِيهِ حَتَّى أشر وبطر وتعدى حُدُود الله فِيهَا وتجاوزها فقد ظلم نَفسه حَتَّى يصير عاديا يسترق من الله نَفسه وجوارحه ويعدو هَارِبا فَسَماهُ عاديا فِي تَنْزِيله بِفِعْلِهِ قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى {وَالَّذين هم لفروجهم حافظون إِلَّا على أَزوَاجهم أَو مَا ملكت أَيْمَانهم فَإِنَّهُم غير ملومين فَمن ابْتغى وَرَاء ذَلِك فَأُولَئِك هم العادون}
فَلَا يزَال الْعَدو يَسُوقهُ فِي مفاوز الْحَيَاة حَتَّى يَرْمِي بِهِ إِلَى النَّار سوق الْحمار الدبر الجوال فِي أفنية الدّور يرتعي فِي