مثل الْمَدْعُو إِلَى دَار السَّلَام فَأجَاب مثل رجل دعِي إِلَى عرس فَأجَاب فَلَمَّا نظر إِلَى نَفسه رأى فِي نَفسه هَيْئَة فَعلم أَن لَيْسَ لَهُ مَعَ هَذِه الْهَيْئَة مَكَان فِي ذَلِك الْعرس وَلَا يتْرك للدخول ثمَّة لِأَنَّهُ نظر إِلَى شعر وسخ ملتف بِرَأْسِهِ ولحيته غَيرهَا الدُّخان حَتَّى اصْفَرَّتْ وَإِلَى أظافير قد طَالَتْ وبراجم قد توسخت ودرنت وَثيَاب دنسة وخلقان ورائحة مُنكرَة وَمَعَ هَذَا كُله قد بَات فِي الْمَزَابِل فَانْقَطع طمعه من أَن يتْرك للدخول فِي تِلْكَ الدَّار بِهَذِهِ الْهَيْئَة فَكيف يطْمع أَن يدْخل دَار السَّلَام وَدَار الْجلَال مَعَ أوساخ الذُّنُوب وأدناس الْعُيُوب ودرن الْخَطَايَا ونتن 80 الْمعاصِي وأقذار السَّيِّئَات وَهُوَ يعلم أَنه حِين يدعى إِلَى عرس الدُّنْيَا أَنه يَأْخُذ من شعره وينقي من درنه وَيغسل رَأسه ولحيته ويقلم أظافيره وَيغسل ثِيَابه ويتطيب وينزين فَإِذا نظرُوا إِلَيْهِ مَعَ هَذِه الْهَيْئَة أخذُوا بِيَدِهِ وأدخلوه وأجلسوه على الصَّدْر ورقوا بِهِ على معالي الوسائد وَصَاحب الْعرس عَالم بِمَا كَانَ فِيهِ من هَيْئَة بالْأَمْس فَيعلم