شراب الْمحبَّة وَهُوَ حب الله لَهُ لَا حبه لله صَار علمه ذَا سُلْطَان لِأَنَّهُ يعاين بفؤاده عَمَّا ينْطق بِهِ فَتلك الْأَنْوَار سُلْطَان عَلَيْهَا فَإِذا وعظ كَانَ وعظه ريَاح منافخه من ملك الألوهة وَمن ملك الْحبّ وَمن ملك الله
وَإِذا وصلت إِلَى الْقُلُوب صَارَت موعظته قيدا للقلوب وَلَيْسَ لهَذَا العَبْد الْتِفَات إِلَى النَّفس وَلَا للنَّفس مهرب أَيْضا
فَالْأول ريَاح منافخه من ملك الْجلَال فخافت الْقُلُوب ووجلت وخمدت شهوات النَّفس من الْخَوْف
فَإِذا كَانَ حدث أَو فَتْرَة درس هول الْخَوْف فأطلعت النَّفس رَأسهَا لِأَن الْخَوْف يسكن النَّفس ويخمد الشَّهَوَات وَلَا يُقيد
وَالْحب يُقيد الشَّهَوَات عَن طبائعها فتتضاعف كل شَهْوَة من اللَّذَّة أضعافا بحلاوة الْحبّ فَيتَعَلَّق الْقلب بِتِلْكَ الْحَلَاوَة ويشتمل عَلَيْهِ والتزقت النَّفس بِالْقَلْبِ لما وجدت من اللَّذَّة وَمَا يُحِيط بِهِ من نور العظمة حارسا للحب حَتَّى لَا يحدث من النَّفس فَتتْرك الْأَدَب وَصَارَ الْقلب مُقَيّدا بحلاوة الْمحبَّة