للرُّكُوب عَلَيْهَا واعتادت اللجام والسرج فاستغنى عَن الْقَيْد ثمَّ كَانَت تسير وَلَا تعلم السّير فَلم تزل تؤدب لتعلم السّير وتترك مرادها فَردهَا من مرادها وَمن نهمتها وسيرها إِلَى مُرَاد نَفسه ثمَّ لما صَارَت إِلَى الْأَنْهَار والحفائر وثب بهَا لتعتاد العبور عَلَيْهَا وَلم يجرها على القنطرة فتعتاد الجري على القنطرة فَلَيْسَ على كل نهر تُوجد قنطرة ثمَّ سَار بهَا فِي جلب الْأَسْوَاق فِي النجارين والحدادين وَنَحْوهمَا ليعودها الجلبة كي لَا تنفر وَلَا تتْرك سَيرهَا عِنْد كل جلبة تستقبلها فَلَا يزَال يرد بهَا هَكَذَا حَتَّى يَأْخُذ بِمَجَامِع قَلبهَا وتترك أذنيها مصغية إِلَى هَذِه الرياضة فَهِيَ تسير بِهَذَا اللجام فَإِن مد عنانها بإصبع وقفت وَإِن عطفت بإصبع انعطفت وَإِن تحامل بركابيها وأرخى عنانها طارت وَإِن كبح لجامها فِي ذَلِك الطيران بإصبع هدأت وسكنت وَإِن نزل عَنْهَا ووقفها امْتنعت من أَن تروث وتبول حَتَّى تصير إِلَى موضعهَا وَإِن استقبلتها جلبة لم تلْتَفت إِلَى ذَلِك ودأبت فِي سَيرهَا وَإِن اسْتَقْبلهَا نهر لم تلْتَفت إِلَى قنطرة وَوَثَبْت وثبة من رفع البال عَن نَفسهَا
فَهَذِهِ دَابَّة قد صلحت للْملك فعرضت عَلَيْهِ فاستحلاها واتخذها لنَفسِهِ مركبا فَربطت إِلَى آرية وأعلفت من أطايب