عَن ذَلِك كُله وَوَقع قَلْبك فِي بحار العظمة فَتَقَع فِي الوله إِلَى الله فَإِذا صَار هَذَا الْقلب كجدار غسل وطين ثمَّ جصص فَصَارَ أَبيض ثمَّ نقش وَطيب فَصَارَ مطيبا مَنْقُوشًا فَحِينَئِذٍ أقبل إِلَى الْإِحْسَان وعَلى حسن الطَّاعَة بِأَن يعبد الله كَأَنَّهُ يرَاهُ فَذَاك مِنْهُ الْإِحْسَان الَّذِي وَصفه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين سَأَلَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام
مثل الدُّنْيَا مثل بَحر عميق كل من دخله غرق فِيهِ لِأَنَّهُ لَا يرى ساحله فَإلَى كم يسبح فَهُوَ فِي السباحة حَتَّى يعيا فيلقي نَفسه فِي التَّهْلُكَة وَرُبمَا هاج الموج فيغرق فِي تِلْكَ الأمواج
فالكيس من يجانب الْبَحْر فَهُوَ فِي سَلامَة ومأمن من الْآفَات إِذا لزم السواحل والفرضة وَمن لَهُ حمق دَخلهَا من قلَّة المبالاة وَترك السواحل فَإِذا هُوَ هَالك
وَمن كَانَ قَوِيا فِي ذَات يَده هَنِيئًا مريئا بآلاته وأدواته وَرِجَاله وشرعه وديدبانه وهيأ السَّفِينَة فَركب الْبَحْر فِي مركب لم