حظا وَأَجرا ثمَّ الْأَوْلِيَاء من بعدهمْ وكل نَبِي أعلم بِمَا ذكرنَا فَهُوَ أقرب إِلَيْهِ وَأكْرم عَلَيْهِ وَأحب إِلَيْهِ وَأعظم أجرا وَكَذَلِكَ كل ولي من بعده لِأَنَّهُ بِالْعلمِ وَالْعقل يعظم أمره وَيعرف أقدار الْأُمُور وَيعرف الْأَوْقَات فَإِن الله تَعَالَى خلق هَذَا الْآدَمِيّ فأحياه بِالروحِ وفضله على هَؤُلَاءِ المسخرين لَهُ من الدَّوَابّ والبهائم والطيور والوحوش بِهَذَا الرّوح
ثمَّ فضل الْمُوَحِّدين من بَينهم بمنه الْعَظِيم بِنور التَّوْحِيد فأحيا قُلُوبهم بِالْحَيَاةِ حَتَّى عرفوه ووجدوه فأوفرهم حظا من الْحَيَاة وَمن علم التَّوْحِيد أعلمهم بالعبودية وأكيسهم فِيهَا وأشدهم قيَاما على السَّاق وأصغاهم أذنا إِلَى أمره وَأَكْثَرهم مُلَاحظَة إِلَى تَقْدِيره وتدبيره وأجهلهم بِهِ أعجزهم عَن ذَلِك
فالقلب بِمَا فِيهِ من كنوز الْمعرفَة يَدْعُو إِلَى الله وَطلب رضوانه