محبَّة الله تَعَالَى فَإِذا فتح لَك ذَلِك الْبَاب كَانَ فِي ذَلِك الْعَمَل كالسابح فِي الْبَحْر الَّذِي قد ترَاءى لَهُ السَّاحِل وقرت عينه فَهُوَ يسبح فِي نشاط وسرور بالسَّاحل وَهُوَ يضطرب فِي ذَلِك المَاء الصافي
فَهَذَا العَبْد إِذا هَاجَتْ مِنْهُ تِلْكَ الْمحبَّة الَّتِي فتح لَهُ بَابهَا صَار يتقد كالنار جَوْفه فصب عَلَيْهِ الرَّحْمَة صبا فَهُوَ يتقلب فِي برد الرَّحْمَة قد أَصَابَهُ روحها ورطوبتها ولينها وَهُوَ يسبح فِيهَا وَقد شم رياحين الياسمين والبساتين الَّتِي على السَّاحِل لِأَنَّهُ يسبح إِلَيْهَا فيتلقاها فيشمها
مثل عُمَّال الله تَعَالَى مثل ملك قطع قطيعة من الأَرْض وَأمر الفعلة أَن يبنوا لَهُ قصرا ذَا بيوتات مسَاكِن ومجالس وبساتين ومتنزهات وجداول يطرد فِيهَا المَاء فِي تِلْكَ الْمجَالِس والمتنزهات فَمن شَأْن هَؤُلَاءِ أَن يكون لَهُم فِيمَا بَينهم مُدبر لأمر هَذَا الْقصر ومقدر لكل شَيْء مِنْهُ فيرفع فِيهَا بيوتات للصيف ومساكن للشتاء ومجالس للربيع وبساتين للنزهة والجداول المطردة فِي خلال هَذِه الْمجَالِس والنزه وَهَذَا أستاذهم وَمن بعده من يَهْتَدِي للْبِنَاء