وَطَعَامه وَشَرَابه فِي فلاة من الأَرْض فَضرب يَمِينا وَشمَالًا فِي طلبَهَا فَلم يجدهَا فوطن نَفسه على الْمَوْت وَقَالَ أذهب إِلَى ذَلِك الْمَكَان الَّذِي ضلت فِيهِ رَاحِلَتي فَرجع إِلَيْهَا فَوَجَدَهَا قَائِمَة هُنَاكَ
وَمن السرُور بعباده يباهي بِعَمَل الْآدَمِيّ للْمَلَائكَة ويفتخر بِهِ فيهم فَيَقُول يَا ملائكتي انْظُرُوا إِلَى عَبدِي فَهُوَ لفرحه بتوبة العَبْد وبأعماله يباهي بِهِ الْمَلَائِكَة
وَمَا جَاءَ أَنه يباهي بِأَهْل عَرَفَات وَيَقُول عبَادي جاؤوني شعثا غبرا من كل فج عميق
فَحق على من عقل هَذَا أَن يطْلب فِي الْأُمُور بِجهْدِهِ مسراته فيطلب زِينَة الْأُمُور فَإِن لكل شَيْء زِينَة وَكِسْوَة وَقد يرى الْأَشْيَاء الْعَارِف كَيفَ يتضاعف حسنها إِذا كُسِيت وزينت وطيبت والمحب لرَبه لَا يرضى أَن يعْمل لَهُ على خبث النَّفس وَالْكَرَاهَة والعسر والتثاقل والنكر والعبوس بل يتوخى فِي كل أَمر التسارع والخفة والسبق والهشاشة والسماحة والانطلاق واليسر فَإِن لم يجد هَذَا فِي وَقت عظمت عَلَيْهِ الْمُصِيبَة فِي ذَلِك الْوَقْت وعده نقصا عَظِيما