لحريق الشَّهَوَات وَالْغُبَار للتجبر الَّذِي فِي النَّفس من الْكبر فَغَاب ذَلِك الظل بِتِلْكَ الصُّور الَّتِي صورت لَهُ أُمُور الْآخِرَة لِأَنَّهُ اخْتَلَط الضَّوْء بالغبار وَالدُّخَان وافتقدت عينا الْفُؤَاد تِلْكَ الصُّور
فَإِذا ذهب يتفكر لم يقدر أَن يفكر لِأَن بَصَره لَا ينفذ فِي ذَلِك الْغُبَار وَالدُّخَان إِلَى صور تِلْكَ الْأَشْيَاء وَقد ذهبت الصُّور وَتصير تِلْكَ الْفِكر الْآن حولهَا فَهُوَ يحدث نَفسه ويحسب أَنه فكر وَإِنَّمَا الفكرة توهم والتوهم فِي الشَّيْء المضيء لصور الْأَشْيَاء لَك وَإِذا دَامَ ذَلِك فَهُوَ فكرة وَيُقَال للتوهم بالأعجمية انديشة وللفكرة اسكالسن فالتوهم أصل والفكرة فرع مَمْدُود فبالتوهم يتَصَوَّر وَيتَفَرَّع مَا تصور ويمتد باستقبال الْقلب ذَلِك حَتَّى يَمْتَد ويثمر فَتلك فكرة وَإِنَّمَا صَارَت عَامَّة أَعمال الْعَامَّة فَاسِدَة لهَذَا الَّذِي وَصفنَا لِأَن الْأَعْمَال تصدر عَن عَيْني الْفُؤَاد وَأَن تَدْبِير الْقلب مَعَ الْعقل هُنَاكَ يتَرَاءَى لعَيْنِي الْفُؤَاد صور الْأُمُور ويزين الْعقل فِيهَا مَا حسن لعَيْنِي الْفُؤَاد حَتَّى يدبر الْفُؤَاد ويمضيه
وَالْقلب والفؤاد هُوَ بضعَة فِي بضعَة فَمَا بطن فالنور فِيهِ فَهُوَ الْقلب سمي قلبا لِأَنَّهُ بَين إِصْبَعَيْنِ من أَصَابِع الرَّحْمَن الْخَالِق وَإِذا أَرَادَ الله أَن يهديه بَسطه فاستقام وَإِذا أَرَادَ أَن يضله نكسه فنور