مثل من أعطي نور الْهِدَايَة واستنار قلبه ثمَّ أَضَاء صَدره من نور الْقلب مثل رجل فِي بَيت مظلم لَا يَهْتَدِي لما فِيهِ وَفِي الْبَيْت جَوَاهِر وألوان من النِّعْمَة نَاحيَة مِنْهُ وَفِي النَّاحِيَة الْأُخْرَى مزبلة وجرف يتردى فِيهَا وعقارب وَشَوْك وَهُوَ فِي تِلْكَ الظلمَة سَكرَان لَا يفِيق بجوهر ونعمة وَلَا لقذارة مزبلة وتردي جرف ولدغة عقرب ووخزة شَوْكَة من سكره فَأعْطِي سِرَاجًا فأفاق من سكره فَأَضَاءَتْ لَهُ جدران الْبَيْت من ضوء ذَلِك السراج فَمن قَامَ خَلفه فَإِنَّمَا يعلم بِحَالهِ وهيئته ونعته مِمَّا يتَرَاءَى لَهُ من الظل على ذَلِك الْجِدَار المضيء الَّذِي هُوَ أَمَامه فَإِذا كَانَ ذَا جثة عرف ذَلِك بِمَا وَقع من الظل على ذَلِك الْجِدَار وَعرف صورته بِمَا وَقع لَهُ النَّعْت بذلك الظل على الْجِدَار وَإِن أَشَارَ بأصابعه من خَلفه وَقع ظلّ إِشَارَته على الْجِدَار فَعلم عدد الْأَصَابِع وَمَا ينقص مِنْهَا وَمَا يزِيد فَصَارَت لَهُ رُؤْيَة ذَلِك الظل كَأَنَّك الْتفت إِلَيْهِ فرأيته بِعَيْنِك فَإِذا أثرت فِي ذَلِك الْبَيْت من دقاق التُّرَاب حَتَّى يثور غباره فيمتلئ الْبَيْت أَو أحرقت تبنا حَتَّى ارْتَفع وهاج دخانه فَامْتَلَأَ الْبَيْت حجب ذَلِك الْغُبَار وَالدُّخَان عَيْنَيْك