فَهَذَا عبد قد من الله عَلَيْهِ حَتَّى فتح من هَذَا الْهوى المطبق روزنته حَتَّى أشرق فِيهَا نور الْمعرفَة فِي الصَّدْر فَوجدَ ربه واستقام لَهُ وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {إِن الَّذين قَالُوا رَبنَا الله ثمَّ استقاموا}
وَالْآخرُونَ قَالُوا (رَبنَا الله) لما وضع فيهم من الْعلم بِهِ ثمَّ زاغوا وَقَالُوا بأفواههم طلبا للمنافع وهربا من المضار فَلم يستقيموا وَاتَّخذُوا من دونه أَوْلِيَاء يحتلبونهم ويستدرون منافعهم مِنْهُم ويستظهرون بهم ويتخذونهم من دون الله وليجة يأمنون فِي تِلْكَ الوليجة فمثلهم كَمثل العنكبوت اتَّخذت بَيْتا وَلَا يستر وَلَا يدْفع حرا وَلَا بردا وَلَا يَأْتِي بِخَير
وَرُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فِي خطبَته (إِن الله يَقُول جعلت عبَادي كلهم حنفَاء فَأَمَرتهمْ أَلا يشركوا بِي شَيْئا فأتتهم الشَّيَاطِين فأحالتهم عَن دينهم وأمرتهم أَن يشركوا بِي