السَّحَاب تشرق الأَرْض بنورها ثمَّ بِقدر مَا يبْقى فإشراقها منكمن وَهِي محتجبة بذلك الْبَاقِي من الْغنم فَكَذَلِك الْهوى فِي الْآدَمِيّ مطبق على الْفُؤَاد فِي الصَّدْر والنور فِي الْقلب كَالشَّمْسِ المنكمنة فِي السَّحَاب فَلَا ينْتَفع بحرها وإشراقها وَإِذا غره الْعَدو حَتَّى أشرك بِاللَّه فقد انكشفت شمسه وَصَارَت مَعْرفَته فِي كفره وَالْكفْر الغطاء فَصَارَ صَدره كالليل المظلم وَهُوَ عَالم بِأَن الله خالقه ورازقه ومميته ومالكه وَالْعلم المنكمن فِي تِلْكَ الظلمَة لَا مستنير لعَيْنِي فُؤَاده وَهُوَ يَقُول رَبِّي الله ثمَّ لَا يَسْتَقِيم قَالَ الله تَعَالَى {وَلَئِن سَأَلتهمْ من خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض ليَقُولن خَلقهنَّ الْعَزِيز الْعَلِيم}
وَمن يدبر الْأُمُور وَمن يرزقك وَمن يملك السّمع والأبصار وَمن بِيَدِهِ ملكوت كل شَيْء فسيقولن الله ثمَّ أشركوا بِهِ قَالَ الله تَعَالَى لنَبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قل {أَفلا تَتَّقُون فذلكم الله ربكُم الْحق فَمَاذَا بعد الْحق إِلَّا الضلال}
وَإِنَّمَا حملهمْ على الشّرك الْهوى لِأَن الْهوى يطْلب الضّر والنفع والتجأ من أجل الْمضرَّة وَالْمَنْفَعَة إِلَى الْأَوْثَان وَذَلِكَ قَوْله